قصة "الغراب والثعلب" من كتاب كليلة ودمنة
كل الأقسام / كليلة ودمنة
قصة "الغراب والثعلب" من كتاب كليلة ودمنة
في يوم من الأيام، كان في غابة كبيرة مليانة حيوانات مختلفة، وكان فيها غراب أسود جميل يحب الطيران في السماء. الغراب ده كان معروف بصوته الجميل، وكان دايمًا بيروح يغني فوق الأشجار عشان يسمعوه الحيوانات في الغابة. كان الغراب فخور جدًا بصوته، وبيحب كل الحيوانات تقول له: "يا سلام على صوتك الجميل، يا غراب!"
وفي يوم من الأيام، كان الثعلب ماشي في الغابة، وسمع صوت الغراب وهو بيغني فوق الشجرة. الثعلب كان معروف بدهائه وحكمته، وكان دايمًا بيدور على الفرص اللي يقدر يحقق منها مكاسب ليه. لما سمع صوت الغراب الجميل، خطر له فكرة ذكية.
الثعلب شاف الغراب وقعد يفكر، وقال في نفسه: "الغراب ده صوته جميل جدًا، لازم أستغل ده عشان أحقق فائدة لنفسي. لو خليته يعتقد إنه أفضل من كل الحيوانات في الغابة، هيكون سهل عليَّ إنّي أخد منه حاجة."
فراح الثعلب للغراب وقال له: "يا غراب، يا صاحب الصوت الجميل، سمعت صوتك من بعيد وده مش شيء عادي، ده صوت ملكي! يا سلام عليك! لو كنت في البلاط الملكي، كان الملك هيعجب بصوتك ويخليك المغني الأول عنده."
الغراب ابتسم وقال: "حقًا؟ أنا صوتي يعجب الملك؟"
الثعلب قال: "أيوة، وأكتر من كده! أنا متأكد إن الملك لو سمعك، هيعطيك مكانة عظيمة في البلاط. بس في حاجة واحدة لازم تعملها، لازم تغني قدام الملك."
الغراب اتشجع وقال: "تمام، أنا هروح للملك وأغني له، عشان كل الحيوانات يسمعوا صوتي الجميل."
الثعلب ابتسم وقال: "تمام، وأنا هساعدك في الوصول للملك. لكن عشان الملك يعجب بيك أكتر، لازم تغني له بشكل مميز، زي ما بتغني دايمًا."
الغراب كان فرحان جدًا بكلام الثعلب، وما كانش قادر يتحكم في نفسه من الفرح. ففكر في نفسه وقال: "لو الملك سمعني، هتبقى فرصتي علشان أبقى مشهور أكتر. وأنا هعمل اللي يقوله لي الثعلب."
وفي اليوم التالي، غادر الغراب عشه وطار بسرعة عشان يوصل للبلاط الملكي. الثعلب كان بيمشي وراه، والغراب مش قادر يمسك نفسه من الحماس. وصلوا للملك، والغراب وقف قدام الملك، وبدأ يغني بأعلى صوته.
الملك سمع الغناء، وفضل ساكت شوية، ثم نظر للغراب وقال له: "صوتك جميل جدًا، لكن مش كفاية. أنا أريدك تغني لي في مكان عالي علشان الكل يسمعك."
الغراب، اللي كان لسه فاكر كلام الثعلب، قال: "تمام، سأغني من هنا."
لكن الثعلب، اللي كان واقف قريب من الملك، ابتسم وقال للغراب في سرّه: "افتح فمك كمان عشان تغني بشكل أجمل."
الغراب، اللي كان فاكر إن الثعلب بيقول له حاجة مهمة، قرر يفتح فمه ويغني أكتر. لكن وهو بيرفع رأسه عشان يغني، وقع الجبن اللي كان في فمه! الغراب، في نفس اللحظة، شاف الثعلب وهو بيتفرج عليه وضحك من قلبه.
الغراب قال في نفسه: "يبدو إنني اتخدعت!" وفجأة أدرك إن الثعلب خدعه عشان ياخد منه الجبن اللي في فمه.
الملك شاف الموقف وقال للغراب: "الغراب، مغرور بصوته، لكنه وقع في فخ الثعلب. لا تظن أن كلمات المدح هي الطريق الوحيد لتحقيق النجاح. الحذر من المديح الزائد واجب."
الدرس المستفاد:
الدرس اللي نتعلمه من القصة دي هو إن المديح الزائد عن الحد ممكن يخدعنا ويدفعنا لعمل حاجات غير حكيمة. لازم نكون حذرين لما نسمع كلام حلو من الناس، خصوصًا لما يكون فيه هدف غير واضح ورا المدح ده. أهم حاجة نكون واثقين في أنفسنا ونعرف إزاي نميز بين الصدق والتلاعب.
التعليقات