قصة جحا والحمار

كل الأقسام / حكايات جحا

في قديم الزمان، كان في رجل مشهور جدًا في البلاد اسمه جحا. جحا كان معروف بحكمته وفطنته، لكنه كمان كان يحب يعمل مقالب ويضحك الناس بحيله الماكرة. كان عنده حمار اسمه "موسي" وكان جحا بيحب الحمار ده جدًا، لأنه كان مساعده في كل حاجة. وكان جحا دايمًا يركب موسى في رحلاته، ويقضي بيه مشاويره في السوق والقرى المجاورة.

في يوم من الأيام، قرر جحا إنه يروح السوق علشان يبيع بعض الأشياء اللي كان جايبها من المدينة. ركب جحا الحمار "موسي"، وبدأ في الطريق. لما وصل إلى أطراف القرية، بدأ يلاحظ أن الناس اللي كانوا بيشوفوه على طول بيبصوا له بطريقة غريبة.

كان في مجموعة من الأطفال واقفين على جنب الطريق، لما شافوا جحا، قالوا لبعضهم: "شوفوا جحا، دا راكب الحمار لوحده! دا أكيد بيسافر لوحده، مش معاه حد!" وأحدهم قال: "دا راكب الحمار وكأن الحمار هو اللي بيمشي بيه، المفروض إن جحا يوقف ويخلي الحمار يستريح شوية."

جحا لما سمع الكلام ده، فكر وقال في نفسه: "أيوة، لازم أعمل حاجة عشان أوريهم إنني قادر أتعامل مع المواقف."

بعد شوية، شاف جحا مجموعة من الرجال الكبار كانوا واقفين جنب الطريق. أحدهم نظر إليه وقال: "شوفوا جحا دا، راكب الحمار لوحده، يعني هو مستبد وأكيد مش عارف يسيب الحمار يرتاح. ده مش كويس! المفروض إنه يهتم بالحمار ويخليه يستريح." جحا استغرب من كلامهم، وبدأ يتفكر: "طيب لو في الناس دول بيشوفوني غلط، أنا لازم أغير الوضع وأثبت لهم إني أكيد عندي رأي تاني."

وقف جحا وركب الحمار بطريقة معكوسة! بدل ما يكون على ظهر الحمار زي العادة، نزل جحا وركب الحمار من الجهة التانية، يعني بقى على ظهر الحمار بشكل مقلوب. مشى كده شوية، ولما شاف الناس بيبصوا عليه، ابتسم وقال لنفسه: "همّا دلوقتي هيشوفوني بالطريقة اللي أنا عاوزها."

لكن الموضوع ما انتهيش هنا، لقى جحا مجموعة من الأطفال بيشاوروا عليه وقالوا: "شوفوا جحا دا! عامل نفسه راكب الحمار بطريقة غريبة، دا أكيد مش عارف يركب الحمار صح!" جحا حس إنهم بيحكوا عنه بطريقة مش كويسة، فقرر يعمل حاجة تانية.

نزل من على الحمار وقرر يمشي جنب الحمار بدل ما يركبه. وقال لنفسه: "لو هما شايفين إن دا أفضل، يبقى لازم أوريهم إني مش هخلي الحمار يتعب من تحت الحمل." بدأ يمشي جنب الحمار، وهو بيقول لنفسه: "خلاص، أنا مش هركب الحمار، هوريهم إن أنا شخص كريم وأراعي الحمار."

ومرت لحظات، ولقي مجموعة من الناس تاني بيشاوروا عليه وقالوا: "شوفوا جحا، دا بيمشي جنب الحمار كأنه مش عارف يتعامل مع الحمار! دا مش معقول!" هنا، ابتسم جحا وقال: "أظن إن ما فيش حاجة هتعجب الناس دي، مهما عملت."

في النهاية، جحا قرر يركب الحمار تاني زي ما كان بيعمل، وقال: "في الآخر، اللي يهمني هو إني أكون راضي عن تصرفاتي، مش أسمع لآراء الناس." وهنا فهم جحا درسًا مهمًا، وهو إنه مهما عملت حاجة، هتلاقي الناس يتكلموا، بس أهم حاجة إنك تكون راضي عن نفسك.

الدرس اللي تعلمه جحا هو إنك لو حاولت ترضي كل الناس، هتلاقي نفسك مش قادر، وكل واحد ليه رأي مختلف. فما فيش داعي نهتم بكلام الناس، المهم إننا نكون راضيين عن تصرفاتنا.

الدرس المستفاد: الحياة مش دايمًا هتكون زي ما إحنا عايزين، لكن لازم نعمل الصح ونكون راضيين عن نفسنا، ومش لازم نهتم بكلام الناس علشان نعيش بسلام.

 

 

التعليقات