قصة "فرعون وهلاك قومه"

كل الأقسام / قصص القرأن

كان زمان في مصر، في أرض بعيدة، ملك ظالم اسمه فرعون. كان فرعون بيحكم مصر بقوة، وكان عنده كبرياء شديد، لدرجة إنه كان بيقول للناس إنه هو الإله، وإنه لازم يعبده كل الناس. وكان بيعيش في قصر كبير جدًا، وكان عنده جيش ضخم وحراس أقوياء، وكان بيسيطر على كل شيء. وكان بيظلم بني إسرائيل، ويجبرهم على العمل الشاق في الأرض، ويجعلهم يبنون له المعابد والقصور.

وفي يوم من الأيام، ربنا سبحانه وتعالى قرر يبعث لنصرته نبي من بني إسرائيل، كان اسمه موسى عليه السلام. ربنا أمر موسى أن يذهب إلى فرعون، ويقول له: "اترك الناس، وأعبد الله الواحد، لأن ربنا هو الإله الحق، مش أنت." موسى كان بيحاول بكل الطرق يبين لفرعون إنه لازم يترك الظلم ويؤمن بالله، لكنه فرعون كان بيرفض وبيستهزئ بيه. كان فرعون دائمًا يقول: "أنا ربكم الأعلى"، وكان يهدد موسى ويقول له: "لو لم تتوقف عن كلامك، سأعاقبك."

لكن موسى عليه السلام ما استسلمش، وفضل يدعو فرعون وقومه لعبادة الله وحده. وفي يوم من الأيام، عمل موسى معجزة عظيمة، فحوَّل عصاه إلى ثعبان كبير جدًا قدام فرعون، ولكن فرعون ما تأثرش وقال: "دي حيلة! هاتوا لي السحرة!" وجاب فرعون السحرة علشان يعملوا معجزات زي معجزة موسى.

وبعد ما السحرة حاولوا يعملوا معجزاتهم، موسى طلب منهم أن يتحدوا في منافسة، وعشان يثبت لهم إن معجزته هي من الله، جاب موسى عصاه مرة تانية وحولها لثعبان كبير. وكل السحرة لما شافوا المعجزة دي، آمنوا بالله وقالوا: "ربنا هو الإله الحق!" ولكن فرعون كان غاضب جدًا منهم، واتهمهم بالكفر وأمر بقتلهم.

ورغم كل المعجزات اللي عملها موسى، فرعون كان مصرّ على عناده وظلمه، وكان يقول للناس: "أنا الإله الذي يجب أن تعبدوه." لكن موسى عليه السلام ما وقفش عن الدعوة لربنا. فربنا قرر أن يرسل على فرعون وقومه العديد من الآيات والعذاب، علشان يرجعوا عن ظلمهم.

أول حاجة، ربنا أرسل لهم الطوفان، الذي غرق الأراضي، وأدى إلى خراب كبير في مصر. لكن فرعون رفض أن يتوب، وقال للناس: "إن هذا سحر!" ثم أرسل الله عليهم الجراد، الذي أكل كل المحاصيل. وبعدها أرسل الله القمل، ثم الضفادع، وحتى أنهار الدم التي حولت مياه النيل إلى دم. ومع كل هذا العذاب، فرعون لم يتعلم ولم يتوب.

لكن رغم كل الآيات والعذاب، فرعون ظل يكابر ويقول: "أنا ربكم الأعلى!" وكان يظن إنه أقوى من كل شيء. وفي يوم من الأيام، ربنا أمر موسى أن يقود بني إسرائيل ويخرجهم من مصر. موسى أخذ قومه، وبدأوا في الهروب، ولكن فرعون قرر أن يلحق بهم.

ثم جاء الموقف الكبير، فرعون وجيشه كانوا قريبين جدًا من بني إسرائيل، وعندما وصلوا إلى البحر الأحمر، أمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه. وفعل موسى ذلك، فانشق البحر إلى نصفين، وفتح طريق عجيب وسط البحر لكي يعبر موسى وقومه.

لما شاف فرعون وجنوده اللي كانوا يتبعوه، إن البحر انشق، قرروا أنهم يلاحقوا موسى وجنوده، لكنهم ما كانوا يعرفوا إنهم هيغرقوا. لما فرعون وجنوده دخلوا البحر خلف موسى، أمر الله البحر أن يعود كما كان، فغرق فرعون وجنوده جميعًا، وكان هذا هو هلاكهم.

أما موسى وبني إسرائيل فقد نجوا، وخرجوا إلى الأمان، وأصبح هلاك فرعون عبرة للجميع. وبعدما غرق فرعون، بدأ الناس يفهموا إن الظلم لا يدوم، وإن الله هو الأقوى والأعظم.

الدرس المستفاد: القصة دي بتعلمنا إن الظلم مش هيدوم في النهاية، وإن الله سبحانه وتعالى قادر على معاقبة الظالمين مهما كان لديهم من قوة. والحق في النهاية هو اللي بيظهر، والناس اللي بيؤمنوا بالله ويعيشوا بسلام وأمان هم اللي هينجوا.

 

 

التعليقات