الطفل المشاغب في الحديقة المسحورة

كل الأقسام / قصص اطفال متنوعة

كان فيه ولد صغير اسمه كريم. كريم كان مشهور في الحي إنه شقي، دايمًا بيعمل مقالب وبيحب يجري ويلعب في كل مكان، من غير ما يسمع نصايح الكبار. كان عنده شوية أصحاب، وكلهم كانوا دايمًا معاه في المغامرات، لكن كريم كان دايمًا هو اللي بيقودهم للمشاكل.

في يوم من الأيام، كريم وأصحابه كانوا بيلعبوا في الحديقة الكبيرة اللي قدام البيت. الحديقة دي كانت مليانة بالأشجار الطويلة والزهور الجميلة، وكل الناس في الحي كانوا بيحبوا يروحوا هناك علشان يستمتعوا بالهواء النقي. لكن كان في حاجة غريبة عن الحديقة دي، ما كانش حد يقدر يعرف عنها حاجة كويسة. كل الكبار كانوا بيقولوا للأولاد: "إياكم والذهاب للحديقة المسحورة." لكن كريم كان مش مصدق الكلام ده، وكان بيحب يعرف أسرار الأماكن.

في يوم من الأيام، قرر كريم إنه يروح الحديقة لوحده. أخذ معاه أصدقائه وقال لهم: "هيا نروح الحديقة المسحورة، مفيش حاجة اسمها كده!" لكن أصدقاؤه كانوا خايفين وقالوا له: "يا كريم، ما نقدرش نروح هناك، الكبار بيقولوا إنها حديقة غريبة، مش زي أي حديقة تانية."

لكن كريم كان مصر على رأيه وقال: "مفيش حاجة اسمها حديقة مسحورة! هاتشوفوا، هنبقى أول ناس نكتشف السر." ومن هنا، بدأوا يروحوا الحديقة.

أول ما دخلوا الحديقة، شعروا إن المكان غريب شوية. الأشجار كانت طويلة جدًا لدرجة إنها كانت بتغطى السما، والزهور كانت بتلمع بألوان غريبة. أما الأرض، فكانت مغطاة بنباتات ناعمة زي السجاد، وكل خطوة كانوا بيحسوا وكأنهم ماشين على حاجة سحرية.

وفي وسط الحديقة، اكتشفوا حاجة غريبة جدًا. كان في بحيرة صغيرة، لكن الماء فيها كان بيغير لونه كل شوية. تارة كان أزرق، وتارة كان أخضر، وتارة تانية كان لونه ذهبي. كريم، زي ما هو معروف، مش قادر يسيب حاجة من غير ما يكتشفها، فقرر يقفز في البحيرة.

لكن قبل ما يقفز، جت له زهره غريبة شكلها مميز، وقالت له بصوت هادي: "لو قفزت في البحيرة، هتتغير حياتك للأبد. فكّر كويس قبل ما تعمل كده."

كريم ضحك وقال: "إنتي مش بتفهمي حاجة! أنا مش خايف من أي حاجة، دي مجرد بحيرة عادية."

وفجأة، وهو بيقفز، حصل حاجة غريبة! المياه في البحيرة ابتدت تلمع بشدة، وكأنها مليانة طاقة سحرية، وعينيه ابتدت تشوف حاجات غريبة. الأشجار ابتدت تتكلم، الطيور كانت بتغني أغاني غريبة، والزهور بدأت تتحرك.

وبعد لحظات، خرج كريم من البحيرة وهو في حالة من الذهول. قال لصاحبه: "إيه ده؟! الحديقة دي فعلاً مسحورة!"

لكن الزهرة اللي كانت تكلمته قالت له: "دلوقتي فهمت؟ الحديقة دي مش مكان للعب والهرجلة. هي مكان خاص جدًا، لازم نكون حذرين."

كريم اعتذر وقال: "آسف يا زهرة، ماكنتش عارف إن الحديقة ليها قوانين خاصة. مش هعمل كده تاني."

لكن الزهرة ابتسمت وقالت له: "لازم تكون محترم للمكان ده وتتعامل معاه زي ما يتعامل معاه الناس اللي عندهم قلب طيب. الحديقة مش بس مسحورة، هي كمان مليانة دروس مهمة."

من اليوم ده، كريم قرر إنه يكون أكثر احترامًا للمكان اللي بيزوره. بدأ يلاحظ جمال الحديقة ويحترم طبيعتها، وكمان بقى يشارك مع أصحابه النصائح اللي اتعلمها.

وفي النهاية، أصبح كريم شخصية جديدة، مش بس مشاغب، لكن كمان شخص بيفكر قبل ما يعمل أي حاجة. الحديقة المسحورة علمته درس مهم: "في كل مكان سحري، في حاجة جميلة بنقدر نتعلمها لو استنينا وفكرنا."


العبرة من القصة: "الحدائق المسحورة مش دايمًا مجرد أماكن للعب، لكن ممكن تكون أماكن مليانة دروس مهمة. الاحترام والتفكير قبل ما نتصرف هما اللي بيوجهونا لقرارات أحسن."


 

التعليقات